المصور فاروق الشعراني لـ(الأولى) :
أشعر بفخر كبير أني قد اُستشهد لأجل الوطن
في الثاني من فبراير العام الماضي؛ كتب فاروق الشعراني على حائطه في الفيس بوك عن نيته في المشاركة بمسيرة الثالث من فبراير، قائلاً " أسأل الله أن يوفقني لكي أكون أول شهداء ". فكان من أوائل الشباب المنادين بهذه الثورة .
فاروق منذ عام كامل مازال يحمل روحاً فريدة من نوعها . فهو الثغر الباسم في ساحة التغيير، وبين مجاميع مصوري الثورة لم التقِ فاروق مرة إلا وجعلني أضحك عالياً، لديه قدرة رائعة على إضحاك الاخرين وبث الروح المعنوية العالية بين أوساط رفاقه الثوار .
الأولى التقت فاروق ضمن سلسلة حوارتها مع مصوري الثورة، وكانت هذه الحصيلة:
حاورته رغدة جمال
16 فبراير 2012
- كيف ترى الثورة اليمنية ؟
أعجز عن وصفها. الثورة نعمة من الله لتخليص هذا الوطن الذي يفتقر لأبسط الإمكانيات والاحتياجات. كنا شعباً فاقداً الأمل بالمستقبل المشرق، وجاءت هذه الثورة لتعطينا الأمل بأن القادم أفضل، وإن شاء الله بعزيمة هؤلاء الثوار ستتغير اليمن الى الدولة المدنية الحديثة التي يسودها العدل والأمان.
- كيف قادتك الثورة الى التصوير ؟
بدأت في الحضور والعمل في الساحة منذ الأيام الأولى لإنطلاقتها. كنت أقوم بالتصوير ومن ثم أقوم بتنزيلها على صفحتي في الفيس بوك في نفس اليوم. بالطبع في تلك الأيام المبكرة لم يكن التصوير سهلاً ، كانت أياماً أقل ما يمكن وصفها بأيام رعب وخوف.
- لماذا اخترت خدمة الثورة بهذه الطريقة ؟
أخترت التصوير الياً، لا أعرف ما الذي دفعني لاختيار التصوير تحديداً. فلم أشعر بنفسي إلا وأنا ألتقط أقرب كاميرا لي وأبدأ باستخدامها.
في الأيام الأولى للثورة؛ لم يكن يُسمح لنا بالتصوير- من فوق المنصة - إن لم نكن تابعين لإئتلاف إعلامي وهذا ما جعلني اتوجه الى المركز الإعلامي لساحة التغيير ، هناك طلبوا مني أن أقوم بالتصوير فترة أولاً قبل إعطائي البطاقة، وفعلا بعد حوالي شهرين زودوني ببطاقة إعلامية . ميزة المركز الإعلامي أنه احتضن الكثير من المواهب الشابة من أي حزب سياسي او أي توجه مختلف عنهم .
- ما الشعور الذي يخالجك لحظة التقاط صور شباب الثورة؟؟
إحساس تعجز لساني عن وصفه. عندما ابدأ في تصويرهم واقرأ بعضاً من الشعارات التي يرفعونها، أشعر بالتقزم أمام هؤلاء الناس .
- هل غيرتك هذه الثورة ؟
بالرغم من أني أعتبر نفسي ذا خبرة في الحياة، حيث عملت في أكثر من مكان ومجال، وألتقيت بشتى أصناف البشر؛ إلا أن الثورة –والساحة تحديداً- علمتني الكثير، بما يوزاي ما تعلمته في السنين الماضية إبان حكم علي صالح . هنا تعلمت الوجه الأخر للحياة.. تعلمت المعنى الحقيقي للصداقة وللإخاء وللتضحية.
مهنياً تعلمت التصوير وأسس الإعلام والإسعافات الأولية والتمريض، والكثير من التخصصات التي احتجناها في هذه المرحلة التي غيرتنا كثيراً.
مهنياً تعلمت التصوير وأسس الإعلام والإسعافات الأولية والتمريض، والكثير من التخصصات التي احتجناها في هذه المرحلة التي غيرتنا كثيراً.
- ألم تشعر بمدى خطورة ما تقوم به، خصوصا وقت الاعتداء على المسيرات؟
بالعكس.. أشعر بفخر كبير انه قد ياتي اليوم الذي اُستشهد فيه لأجل الوطن، لأجل الجيل القادم، لأجل بناء المستقبل القادم الذي أعلم انه سيكون مشرقاً.
- هل حدث أن شعرت يوماً بانبهار بحدث ما استعطت تجميده من خلال عدستك ؟
هناك مواقف كثيرة سواء كانت بإنبهار مؤلم أو مفرح. بالنسبة للمواقف المفرحة كنت ومازلت أسعد بإنضمام وفود المدنيين أو الضباط الى الساحة . أيضاً الإحساس الرائع الذي عشناه أثناء إستقبال "مسيرة الحياة "، رؤية المشاعر المملوءة بالحب الكبير من قِبل ساكني صنعاء، ورميهم بالورود من أسطح المنازل؛ رفعهم للأعلام من نوافذهم وأصوات الزغاريد التي اُستقبل فيها أبطال "مسيرة الحياة".
أما بالنسبة للمواقف الأكثر ألماً؛ فهي بلا منازع أسبوع سبتمبر الدموي.. فقد كنت من كثرة رؤيتي للشهداء مبتوري الأشلاء، أتخيل لحظة استشهادي، وما الطرف الذي قد تخسره جثتي من جسمي .
- كيف إستطعت أن تواصل المضي وسط كل تلك الجرائم؟
عندما أرى بشاعة المجازر التي يمارسها النظام ضدنا، يزداد إحساسي بالتحدي والصمود من أجل أن نواصل طريقنا نحو الهدف الذي خرجنا من أجله.
- الى هذه اللحظة.. ما أكثرصورة تفتخر انك وثقتها لتاريخ الثورة اليمنية؟
أفتخر كثيراً بصوري يوم جمعة "الفرصة الاخيرة"؛ كانت مجموعة من أفضل مجموعاتي، لأن عدد الحشود يومها كان تاريخياً.
تعليقات
إرسال تعليق