مبادرة انسانية قائمة منذ مئات السنين ،
فاروق الشعراني ،
إذا غادرت تلك المدينة الجميلة المكلا،
عاصمة حضرموت، جنوب شرق اليمن، باتجاه مناطق ومديريات قرى الوادي والصحراء،
فلا داعي أن تحمل معك قوارير الماء، لأنّها ستخسر برودتها خلال دقائق
بسب الحرارة الشديدة في تلك المناطق، ولأنك ستجد على حافة الطريق مئات
"السقايات"، تحديداً من مفرق بن عيفان في وادي حضرموت مروراً بمدن
القَطن وشبام والحوطة إلى أن تصل سيئون.
مسافة خمس ساعات والمشربيات والسقاءات على ضفتي الطريق. تختلف الاشكال الجميلة والأحجام، ثمّة ما يروي ظمأ العطشان دون مقابل، فقد نصب الكثير من سكان تلك المناطق سقايات أمام منازلهم ومزارعهم ومحلاتهم يتركونها سبيلاً للعابرين.
هي مبادرة انسانية مضى عليها مئات السنين، ورثها جيل بعد جيل وصارت إحدى المميزات لمدن وادي حضرموت، ولا تزال تزداد انتشاراً وتطوّراً وتميّزاً. وبعدما كان ينقل إليها الماء على الأكتاف، ويخزّن وسط إناء ترابي، وتبريد يعتمد على الرياح، تمّ اليوم ايصال المواسير من خزّانات المياه، إضافة إلى جهاز كهربائي لتبريدها، فضلاً عن التفنّن في زخرفتها ومدّها بمصباح ليتمكّن المسافر ليلاً من رؤيتها. وهي مبنى مستطيل الشكل إبعاده 2,86م × 1.82م وارتفاعها 2,48م،بزخارف متدرجة ، تأسست الفكرة بتاريخ 1311هـ، فترة حكم السلطان منصور بن غالب الكثيري في سيئون ،كانت قاعدة السقاية والحوض من الحجر ، ثم غطت الأحواض بقبتين بنيت من الطين المدعم بأعواد الخشب، و أشجار العلب السدر ، وقد قسم حوض الماء من الداخل إلى قسمين كل قسم غطي بقبة ، .كما دهنت الواجهات بالنورة الجير المحروق الأبيض، ولها فتحتا بوابتان من الناحية الشمالية ،مع مرور الزمن تتعدد وتنوعت ويستمر عطائها حتى يومنا هذا ،وبعضها تبنى من الاسمنت والحديد والرخام ،أومن الممكن ان تحصل عليها كتلة واحدة بكامل تجهيزاتها ،وتنصبها اينما تريد ،
- See more at: http://www.alaraby.co.uk/miscellaneous/dafb230c-a773-4dc9-b9ab-78b27ecad1c7#sthash.5RWF4SoM.dpuf
تعليقات
إرسال تعليق