شبام عنوان لقدرة اليمني على الابداع وعبقرية البناء ،
فاروق الشعراني
وثيقة تاريخية هامة تصارع تقلبات الطبيعة راسخةً رسوخ الجبال ،و قصة حضارة تركت بصمة مشرقة في التاريخ، لو حلقت في سمائها كأنها لوحة بريشة أشهر فنان ورسام ،لو وقفت امام سورها وامعنت النظر جيداً على جمالها العمراني وتجولت في ارجائها ،ستحكي لك عن ماضيها وتاريخها العريق ، فقد جمعت بين كل فنون الحياة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعمرانية ،وتفوقت في فن العمارة وأظهرت لنا نمطاً معمارياً فريدا من نوعه ،
|
مدينة شبام كيان عمراني صغير يحمل دلالات وأبعاد تفوق حجمه بكثير ، من أهم مصادر التراث اليمني والهوية الحضرمية ،هي احدى مديريات محافظة حضرموت جنوب اليمن، يطلق عليها أسم " مانهاتن الصحراء " فهي تشتهر بالبناء العمراني المتميز، تم بناؤها من الطين والماء وجذوع النخل، وتتراص بجانب بعضها البعض في تناسق مهيب ،
تتربع في قلب وادي حضرموت ، محاطة بسور أرضي، تحتضن مباني يعود تاريخها الى بداية العهد الاسلامي، مثل مسجد الجمعة والقلعة ،وبعض قصور قديمة للسلاطين وبوابة مزدوجة تذكارية ومباني اخرى يصل عددها الى 500 تتقارب في أطوالها ما بين 24-30 مترا متشابكة متشابهة جميعها مصنوعة من الطين،
|
|
يقول المؤرخون أن هذه المدينة كانت ممتدة حتى الجبال التي تشرف عليها، لكنها تعرضت للدمار مرتين في تاريخها. الأولى في القرن الثاني عشر والثانية في القرن الخامس عشر، لكنها أخذت شكلها الذي نشاهدها عليه اليوم في القرن التاسع الهجري،
وتعتبر شبام حضرموت أول مدينة لناطحات السحاب في العالم من الطين ، ومن أفضل و أقدم الأمثلة على نظام تخطيط المدن المعتمد على البناء العمودي، وقد صمم بهدف حماية السكان من هجمات البدو ومن أي اعتداء ،
تم اختبارها كأحد مناطق التراث العالمي من قبل اليونسكو نظرا لتميز و انفراد مبانيها التاريخية
|
تعليقات
إرسال تعليق